14) الصلاة
تأملات قرآنية - الصـــــــــلاة
فضلاً أنشر الموضوع عبر الواتساب | ||
الصـــــــــــــــــــــــــــلاة
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصل اللهم على نبينا الأمي الأمين ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ، وعلى كافة أنبيائك ورسلك أجمعين ، وعلينا معهم برحمتك وفضلك يا رب العالمين ... اللهم آمين
أما بعد
عبادة الصلاة هي قوام الدين وأعظم أركانه ، ومتى ما كان هذا الركن قائماً قوياً متيناً صحيحاً خالياً من كل عيب .. استقام الدين وترسّخت أركانه وعلا بُنيانه ؛ ومتى ما ضعُف هذا الركن وتهازل ولم يتم العناية به كما يجب .. تهاوى الدين وانهارت أركانه واندثر بنيانه
ومن هذا المنطلق فإننا يجب أن نُجَدِّد الصيانة والعناية بهذا الركن العظيم بكل السبل المتاحة ليضل قوياً متيناً صحيحاً خالياً من كل عيب مُدخَلٍ عليه
[ إذ أننا نعلم بأن الهَدَف الأول لشياطين الجن وشياطين الإنس وأعوانهم ممن يبذلون كل غالي ونفيس في سبيل تدمير هذا الركن العظيم بتشويهه بما يضاف عليه مما ليس فيه وإنقاصه مما هو منه ( كإضافة بِدعة التربيت على الفخذين عند نهاية التشهد ، وإنقاص ركن عقد النِيّة قبل تكبيرة الإحرام .. وغير ذلك مما سيتم ذكره لاحقاً ) ]
وبادىء ذي بدء فلنتعرف على مفهوم الصلاة بشكل عام قبل أن نتعمق في مفاهيمها الخاصة وفوائدها وكيفيتها الصحيحة ..
تتكون كلمة الصلاة من أربعة أحرف تجمع في معناها التواصل بكل أشكاله ( ص ل ا ة = صلاة ) وكلمة الصلاة هي إسمٌ لفعل يَصِل ومصدرها صِلَة وتصريفها الوَصْل : يصل وصلاً فهو واصِلٌ لصِلةٍ موصولة .
- الصلاة
( هي الصِلة للولاء والطاعة .. وهي الصِلة للمَحَبَّه .. وهي الصِلة لطلب قضاء الحاجات .. وهي الصِلة للحماية .. وهي الصِلة للسكينة والطمأنينة )
- الصلاة هي صِلة ولاء لله وطاعة له سبحانه وإخلاص العبودية له جلّ في علاه ، ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )
- الصلاة صِلة مَحَبَّةٍ لله سبحانه وتعالى ، وكيف لا تُحِبُهُ وهو الذي أوجَدَكَ مِنَ العدم وجعل لك كياناً في أحسن تقويم وسخّر لك الملائكة الكرام وسَخَّرَ لك كل ما في الكون لخدمتك وأمَدّك بالصحةِ ووهب لك الرزق ووهب لك الأُنس في الدنيا والآخرة وفوق هذا كله وأعظم من هذا كله ، أنه هداك إليه سبحانه وهداك إلى صِراطه المستقيم
( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ) البقرة
( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) ) الفاتحة
- الصلاة صِلة وباب لطلب قضاء حاجاتك الدنيوية وحاجات الآخرة
- الصلاة صِلة حماية لك من كل شرور الدنيا ومن جور خلق الله الآخرين عليك ، فأنت بالصلاة في جوار ربك لا خوفٌ عليك ( قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) )
- الصلاة صِلة سكينة للقلوب وطمأنينة للنفوس ، راحة من هموم الدنيا وعنائها ووصبها ، كان رسول الله صل اللهم عليه وسلم يقول لبلال ابن رباح رضي الله عنه ( أرحنا بالصلاة يا بلال ) وذلك لما لها من أثرٍ عظيم على قلبه الطاهر ونفسه الشريفة عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام
التعريف
تعريف الصلاة في اللغة : هي الدعاء .
وتعريفها شَرعاً : هي عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة ، تُفتَتَح بالتكبير، وتُختَتَم بالتسليم .
- الصلاة
( هي الصِلة للولاء والطاعة .. وهي الصِلة للمَحَبَّه .. وهي الصِلة لطلب قضاء الحاجات .. وهي الصِلة للحماية .. وهي الصِلة للسكينة والطمأنينة )
- الصلاة هي صِلة ولاء لله وطاعة له سبحانه وإخلاص العبودية له جلّ في علاه ، ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )
- الصلاة صِلة مَحَبَّةٍ لله سبحانه وتعالى ، وكيف لا تُحِبُهُ وهو الذي أوجَدَكَ مِنَ العدم وجعل لك كياناً في أحسن تقويم وسخّر لك الملائكة الكرام وسَخَّرَ لك كل ما في الكون لخدمتك وأمَدّك بالصحةِ ووهب لك الرزق ووهب لك الأُنس في الدنيا والآخرة وفوق هذا كله وأعظم من هذا كله ، أنه هداك إليه سبحانه وهداك إلى صِراطه المستقيم
( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ) البقرة
( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) ) الفاتحة
- الصلاة صِلة وباب لطلب قضاء حاجاتك الدنيوية وحاجات الآخرة
- الصلاة صِلة حماية لك من كل شرور الدنيا ومن جور خلق الله الآخرين عليك ، فأنت بالصلاة في جوار ربك لا خوفٌ عليك ( قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) )
- الصلاة صِلة سكينة للقلوب وطمأنينة للنفوس ، راحة من هموم الدنيا وعنائها ووصبها ، كان رسول الله صل اللهم عليه وسلم يقول لبلال ابن رباح رضي الله عنه ( أرحنا بالصلاة يا بلال ) وذلك لما لها من أثرٍ عظيم على قلبه الطاهر ونفسه الشريفة عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام

التعريف
تعريف الصلاة في اللغة : هي الدعاء .
وتعريفها شَرعاً : هي عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة ، تُفتَتَح بالتكبير، وتُختَتَم بالتسليم .

قالب الصلاة وقلبها
تتكون الصلاة من كيانين رئيسيين هما القالب والقلب ..
( القالب )
هو الشكل الظاهر للصلاة ، وهو كيان ثابت الشكل لا يتغير ولا يتبدل في أي صلاة
قالب الصلاة وقلبها
تتكون الصلاة من كيانين رئيسيين هما القالب والقلب ..
( القالب )
( القالب )
هو الشكل الظاهر للصلاة ، وهو كيان ثابت الشكل لا يتغير ولا يتبدل في أي صلاة
💠النيّة : اللّهم إني نَوَيتُ أن أُصَلّي لـ ..الفجر أو الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو صلاة الوتر أو صلاة الضُحى أو ركعتي السُنّة أو صلاة الاستخارة أو صلاة الإستسقاء أو صلاة العيدين أو صلاة الإستجارة تُنطَق بصوت غير مسموع
💠 تكبيرة الإحرام مع الوقوف ووضع الكفين على مفترق القفص الصدري اليمنى فوق اليسرى وتُنطَق التكبيرة بصوت مسموع
💠 تكبيرة الركوع أثناء حركة الانحناء للركوع ووضع الكفين على الركبتين تُنطَق بصوت مسموع
💠 تسبيح الرب العظيم ثلاث مرات أثناء الثبات في الركوع تُنطَق بصوت غير مسموع
💠 سَمِعَ الله لِمَن حَمِدَه أثناء حركة الرفع من الركوع حتى الاستقامة واقفاً تُنطَق بصوت مسموع
💠 ربنا ولك الحمد أثناء الثبات في الإستقامة والوقوف التام من الركوع تُنطَق بصوت غير مسموع
💠 تكبيرة السجود أثناء حركة النزول للسجود على الأرض حتى وضع الجبين على الأرض تُنطَق بصوت مسموع
💠 سُبْحَاَن رَبي الأعلى ثلاث مرات أثناء الثبات في السجود على سبعة أعضاء( الجبين والأنف والكفين والركبتين والقديمين ( باعتبار أن الأنف والجبين عضو واحد ) ثم الدعاء بما هو مستحب تُنطَق بصوت غير مسموع
💠 تكبيرة الجلوس بين السجدتين أثناء حركة الرفع من السجود حتى الإستواء جالساً تُنطَق بصوت مسموع
💠رَبْ اغفر لي ولوالدَيَّ وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات أثناء الثبات في وضعية الجلوس بين السجدتين تُنطَق بصوت غير مسموع
💠 تكبيرة السجود أثناء حركة النزول للسجدة الثانية حتى وضع الجبين على الأرض تُنطَق بصوت مسموع
💠 سُبحان رَبي الأعلى ثلاث مرات أثناء الثبات في السجود على الأعضاء السبعة "تماماً كما في السجدة الأولى" ثم الدعاء بما هو مستحب تُنطَق بصوت غير مسموع
💠 تكبيرة الرفع من السجود أثناء حركة الرفع من السجود لـ ( إما للإستقامة للركعة التالية أو لجلوس التشهد الأول أو الأخير ) تُنطَق بصوت مسموع
💠التحيات لله والصلوات الطيبات الطاهرات السلام عليك أيها النبي السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد أثناء الثبات في جلوس التشهد سواء الأول أو الأخير تُنطَق بصوت غير مسموع
💠 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع تحريك الرأس إلى جهة اليمين تُنطَق بصوت مسموع
💠 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع تحريك الرأس إلى جهة اليسار تُنطَق بصوت مسموع
( القلب )
لُب الصلاة وجوهرها وهو ( سورة الفاتحة ) ، تُقرأ بصوت جهوري مسموع في ركعتي صلاة الفجر والركعتين الأوليين من صلاة المغرب والركعتين الأوليين من صلاة العشاء وركعتي صلاة الجمعة وركعتي صلاة عيد الأضحى وركعتي صلاة عيد الفطر وركعتي صلاة الاستسقاء .. وتكون بصوت غير مسموع فيما عدا ذلك )
• حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب
• وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ» ثَلاَثاً، غَيْرُ تَمَامٍ. فَقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونَ وَرَاءَ الإِمَامِ. فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ. فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قَالَ الله تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ. وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قَالَ الله تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: ﴿ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ﴾. قَالَ الله تَعَالَى: أَثْنَىٰ عَلَيَّ عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي (وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي) فَإِذَا قَالَ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾. قَالَ: هٰذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾. قَالَ: هٰذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ». رواه مسلم.

آداب الصلاة
عَـوَّدَنا ديننا الحنيف على أن لكل سُلوكٍ في حياتنا آداب يجب اتباعها ؛ نورد على سبيل المثال لا الحصر هنا جزأً يسيراُ من بعضها ، فــفي الأكل ( سَمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) وفي الشرب ( إذا شرب أحدكم فلا يشرب نفسا واحدا ) وفي اللبس ( مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ....
وقد قال صل اللهم عليه وسلم : أدبني ربي فأحسن تأديبي ...
فإذا كان الإسلام قد جَعل لكل أفعال المسلم آداب يتأدب بها .. وبما أن الصلاة هي ذروة سنام أفعال المسلم في يومه ، فإن لها آداب يجب التحلي بها ، وإن كثيرٌ من الناس اليوم ليجهل آداب الصلاة ، لأنه يجهل أن قيامهُ في صلاته ‘ إنما هو وقوفه حاضراً بروحه بين يدي الله في المَلَكُوتُ القُدسي الأعلى ووقوفه بين يدي الله سبحانه ببدنه على الأرض ، ولذلك جائت سورة الفاتحة "التي هي الخِطابٍ المُبَاشرٍ بينك وبين ربُّك في الموعد الذي خّصّصَهُ لك لتلقاه فيه في مقامه الأعلى آتاها نبيك محمد بشكلٍ خاص لأمته" وفيها أدب الخِطاب مع ملك الملوك سبحانه وتعالى .. ولمعرفة آداب الحضور بين يدي الله عز وجل وآداب الخطاب بين العبد وربه في سورة الفاتحة راجع موضوع تأمل في سورة الفاتحة
( عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال : " والذي نفسي بيده ، ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها ، إنها لَهِيَ السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " )
إن الله جَلّ في علاه قد اختص نبينا محمد صل اللهم عليه وسلم ( بسورة الفاتحة ) لأنه قد أذِنَ سبحانه وتعالى لأُمّة محمد بالمثول بين يديه ( تكرماً منه وفضلاً عظيماً مخصوصاً لأمة محمد دون غيرها من الأمم ) وذلك خمس مرات في اليوم وقد اختصهم بذلك دون بقية الأمم تكريما لهم ليكونوا بذلك أرفع الأمم شأناً عنده وأقربهم إليه سبحانه .. ولذلك كانت الصلاة الركن الوحيد الذي لم ينزل به وحْيٌ مع ملك ، ولم يرسل به رسولٌ إلى نبينا محمد صل اللهم عليه وسلم ... بل أرسل الله سبحانه وتعالى عبده جبريل عليه السلام ليُحضِر نبينا محمد صل اللهم عليه وسلم إلى ملكوته الأعلى سبحانه ، فكان ذلك في ليلة ( الإسراء والمِعراج ) التي جاء تفصيل أحداثها في سورة الإسراء في القرآن الكريم ، فأسرى به جبريل عليه السلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عَرَجَ به على ظهر البراق حتى اقتربا إلى أقرب مكان يمكن لجبريل الوصول إليه قرباً من الله سبحانه ثم توقف عليه السلام عن التقدم وترك نبينا محمد ليتقدم أكثر ويدنوا أكثر إلى الله سبحانه حتى وصل عند سدرة المنتهى ؛ لينفرد المولى سبحانه وتعالى بعبده ورسوله محمد صل اللهم عليه وسلم ، ثم آتاه "بشكلٍ مباشرٍ دون وسيط" أمره الكريم بتخصيص وقتٍ معلوم في كل يوم لأُمّة محمد ليتواصلوا معه سبحانه بشكل مباشرٍ دون وسيط ، كأعظم تشريف وأرفع مقام تناله أُمَّةً من الأمم . لذلك فإن للمثول بين يدي الله عز وجل آداب مَرْعِيّة أولها النِيّة والطهارة استعداداً لمقابلة ملك الملوك سبحانه وآخرها السكينة والوقار ثقةً بما لقي المُصَلي من كرم الضيافة عند ربه سبحانه .
آداب الصلاة المنصوصة والمخصوصة 
عَـوَّدَنا ديننا الحنيف على أن لكل سُلوكٍ في حياتنا آداب يجب اتباعها ؛ نورد على سبيل المثال لا الحصر هنا جزأً يسيراُ من بعضها ، فــفي الأكل ( سَمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) وفي الشرب ( إذا شرب أحدكم فلا يشرب نفسا واحدا ) وفي اللبس ( مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ....
وقد قال صل اللهم عليه وسلم : أدبني ربي فأحسن تأديبي ...
فإذا كان الإسلام قد جَعل لكل أفعال المسلم آداب يتأدب بها .. وبما أن الصلاة هي ذروة سنام أفعال المسلم في يومه ، فإن لها آداب يجب التحلي بها ، وإن كثيرٌ من الناس اليوم ليجهل آداب الصلاة ، لأنه يجهل أن قيامهُ في صلاته ‘ إنما هو وقوفه حاضراً بروحه بين يدي الله في المَلَكُوتُ القُدسي الأعلى ووقوفه بين يدي الله سبحانه ببدنه على الأرض ، ولذلك جائت سورة الفاتحة "التي هي الخِطابٍ المُبَاشرٍ بينك وبين ربُّك في الموعد الذي خّصّصَهُ لك لتلقاه فيه في مقامه الأعلى آتاها نبيك محمد بشكلٍ خاص لأمته" وفيها أدب الخِطاب مع ملك الملوك سبحانه وتعالى .. ولمعرفة آداب الحضور بين يدي الله عز وجل وآداب الخطاب بين العبد وربه في سورة الفاتحة راجع موضوع تأمل في سورة الفاتحة
( عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله - صل اللهم عليه وسلم - وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال : " والذي نفسي بيده ، ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها ، إنها لَهِيَ السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " )
إن الله جَلّ في علاه قد اختص نبينا محمد صل اللهم عليه وسلم ( بسورة الفاتحة ) لأنه قد أذِنَ سبحانه وتعالى لأُمّة محمد بالمثول بين يديه ( تكرماً منه وفضلاً عظيماً مخصوصاً لأمة محمد دون غيرها من الأمم ) وذلك خمس مرات في اليوم وقد اختصهم بذلك دون بقية الأمم تكريما لهم ليكونوا بذلك أرفع الأمم شأناً عنده وأقربهم إليه سبحانه .. ولذلك كانت الصلاة الركن الوحيد الذي لم ينزل به وحْيٌ مع ملك ، ولم يرسل به رسولٌ إلى نبينا محمد صل اللهم عليه وسلم ... بل أرسل الله سبحانه وتعالى عبده جبريل عليه السلام ليُحضِر نبينا محمد صل اللهم عليه وسلم إلى ملكوته الأعلى سبحانه ، فكان ذلك في ليلة ( الإسراء والمِعراج ) التي جاء تفصيل أحداثها في سورة الإسراء في القرآن الكريم ، فأسرى به جبريل عليه السلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عَرَجَ به على ظهر البراق حتى اقتربا إلى أقرب مكان يمكن لجبريل الوصول إليه قرباً من الله سبحانه ثم توقف عليه السلام عن التقدم وترك نبينا محمد ليتقدم أكثر ويدنوا أكثر إلى الله سبحانه حتى وصل عند سدرة المنتهى ؛ لينفرد المولى سبحانه وتعالى بعبده ورسوله محمد صل اللهم عليه وسلم ، ثم آتاه "بشكلٍ مباشرٍ دون وسيط" أمره الكريم بتخصيص وقتٍ معلوم في كل يوم لأُمّة محمد ليتواصلوا معه سبحانه بشكل مباشرٍ دون وسيط ، كأعظم تشريف وأرفع مقام تناله أُمَّةً من الأمم . لذلك فإن للمثول بين يدي الله عز وجل آداب مَرْعِيّة أولها النِيّة والطهارة استعداداً لمقابلة ملك الملوك سبحانه وآخرها السكينة والوقار ثقةً بما لقي المُصَلي من كرم الضيافة عند ربه سبحانه .
آداب الصلاة المنصوصة والمخصوصة 
ولآداب الصلاة وجهان أساسيان هما :- الآداب المنصوصة ، والآداب المخصوصة
فالآداب المنصوصة : هي التي أتت بِنَصٍ قرآني أو حديثٍ شريف أو مأثورٍ كريم
والآداب المخصوصة : هي التي تكون قاعدة عُرفٍ متعارفٍ عليه في المَثَلِ والشَبَه : ومنها قياسُ آداب زيارة ملوك ورؤساء الدول مع تفاوت المراكز ، في الثبات في الإستقامة والركوز في الجلوس والاستئذان للحديث والخضوع في الكلام والطلب ، وحُسن التخاطب وفصاحة اللسان واللباقة في الرد
فآداب لقاء المدير ليست كآداب لقاء الوزير ، وآداب لقاء الأمير ليست كآداب لقاء الملك ..
ومن هذا المنطلق فإن آداب لقاء الملوك والرؤساء ، ليست بل ولا تدنو من الآداب المفروضة عرفا واعتقاداً بالفطرة عند لقاء ملك الملوك سبحانه وتعالى
فشتان بين لقاء إنسان لإنسان ، ولقاء إنسان لرب السماوات والأرض ومن فيهن
آداب الصلاة المنصوصة :- ( لما قبل الصلاة )
1- النِيّة [ قال رسول الله صل اللهم عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات ] أي أن كل عمل يُقام به بدون إطلاق النِيّة به فلن يُعتَبَر .. لأن كلمة إنما تُفيد الحصر ( الأشجاركثيرة ، إنما تلك الأشجار مثمرة ) .. فالنية هي أن تنوي بقلبك دون أن تجهر بها ، لأن قيامك وتَطَهُّرك ومشيك إلى الصلاة هي إثبات نيتك لأداء الصلاة .. فلا يشترط للصلاة أن تتلفظ بنية أدائها ، فَلَمْ يثبت أن رسول الله صل اللهم عليه وسلم قد تلفظ بها ، ونحن على نهج رسول الله نتأسّى ونقتدي ، قال صل اللهم عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .....
إقتباس من أقوال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وهي في الحقيقة ليست بالأمر الصعب، فكل إنسان عاقل مختار بفعل فعلاً فإنه قد نواه، فلا تحتاج إلى تعب ولا إلى نطق فمحلها القلب: "إنما الأعمال بالنيات"، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية، ولا أمر أمته بالنطق بها، ولا فعلها أحد من أصحابه فأقره على ذلك، فالنطق بالنية بدعة، هذا هو القول الراجح."
ولآداب الصلاة وجهان أساسيان هما :- الآداب المنصوصة ، والآداب المخصوصة
فالآداب المنصوصة : هي التي أتت بِنَصٍ قرآني أو حديثٍ شريف أو مأثورٍ كريم
والآداب المخصوصة : هي التي تكون قاعدة عُرفٍ متعارفٍ عليه في المَثَلِ والشَبَه : ومنها قياسُ آداب زيارة ملوك ورؤساء الدول مع تفاوت المراكز ، في الثبات في الإستقامة والركوز في الجلوس والاستئذان للحديث والخضوع في الكلام والطلب ، وحُسن التخاطب وفصاحة اللسان واللباقة في الرد
فآداب لقاء المدير ليست كآداب لقاء الوزير ، وآداب لقاء الأمير ليست كآداب لقاء الملك ..
ومن هذا المنطلق فإن آداب لقاء الملوك والرؤساء ، ليست بل ولا تدنو من الآداب المفروضة عرفا واعتقاداً بالفطرة عند لقاء ملك الملوك سبحانه وتعالى
فشتان بين لقاء إنسان لإنسان ، ولقاء إنسان لرب السماوات والأرض ومن فيهن
1- النِيّة [ قال رسول الله صل اللهم عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات ] أي أن كل عمل يُقام به بدون إطلاق النِيّة به فلن يُعتَبَر .. لأن كلمة إنما تُفيد الحصر ( الأشجاركثيرة ، إنما تلك الأشجار مثمرة ) .. فالنية هي أن تنوي بقلبك دون أن تجهر بها ، لأن قيامك وتَطَهُّرك ومشيك إلى الصلاة هي إثبات نيتك لأداء الصلاة .. فلا يشترط للصلاة أن تتلفظ بنية أدائها ، فَلَمْ يثبت أن رسول الله صل اللهم عليه وسلم قد تلفظ بها ، ونحن على نهج رسول الله نتأسّى ونقتدي ، قال صل اللهم عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .....
إقتباس من أقوال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وهي في الحقيقة ليست بالأمر الصعب، فكل إنسان عاقل مختار بفعل فعلاً فإنه قد نواه، فلا تحتاج إلى تعب ولا إلى نطق فمحلها القلب: "إنما الأعمال بالنيات"، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية، ولا أمر أمته بالنطق بها، ولا فعلها أحد من أصحابه فأقره على ذلك، فالنطق بالنية بدعة، هذا هو القول الراجح."
2- الطهارة : قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) ) سورة المائدة
2- الطهارة : قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) ) سورة المائدة
3- المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ ، فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ ، وَلَا تُسْرِعُوا ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ ، فَصَلُّوا ، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا )
4- الأذان والإقامة : روى أحمد (15881) وأبو داود (499) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ قَالَ : لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاقُوسِ يُعْمَلُ لِيُضْرَبَ بِهِ لِلنَّاسِ لِجَمْعِ الصَّلَاةِ ، طَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ رَجُلٌ يَحْمِلُ نَاقُوسًا فِي يَدِهِ ، فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ ؟ قَالَ : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ ؟ فَقُلْتُ : نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ . قَالَ : أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَقُلْتُ لَهُ : بَلَى . قَالَ : تَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ : ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ قَالَ : وَتَقُولُ إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ ، قَدْ قَامَتْ الصَّلاةُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ ، فَقَالَ : إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ ، فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ قَالَ : فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَيَقُولُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلِلَّهِ الْحَمْدُ . صححه الألباني في صحيح أبي داود (469) .
5- تكبيرة الإحرام : لا تنعقد الصلاة إلا بتكبيرة الإحرام إتباعاً للنبي صل اللهم عليه وسلم فمن صلّى دون أن يَستفتح الصلاة بتكبيرة الإحرام لم تصح صلاته نهائياً : عن أبي حميد الساعدي قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة استقبل القبلة، ورفع يديه، وقال: " الله اكبر " ) رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان.
آداب الصلاة المخصوصة :- ( لما قبل الصلاة )
4- الأذان والإقامة : روى أحمد (15881) وأبو داود (499) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ قَالَ : لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاقُوسِ يُعْمَلُ لِيُضْرَبَ بِهِ لِلنَّاسِ لِجَمْعِ الصَّلَاةِ ، طَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ رَجُلٌ يَحْمِلُ نَاقُوسًا فِي يَدِهِ ، فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ ؟ قَالَ : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ ؟ فَقُلْتُ : نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ . قَالَ : أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَقُلْتُ لَهُ : بَلَى . قَالَ : تَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ : ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ قَالَ : وَتَقُولُ إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ ، قَدْ قَامَتْ الصَّلاةُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ ، فَقَالَ : إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ ، فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ قَالَ : فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَيَقُولُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلِلَّهِ الْحَمْدُ . صححه الألباني في صحيح أبي داود (469) .
5- تكبيرة الإحرام : لا تنعقد الصلاة إلا بتكبيرة الإحرام إتباعاً للنبي صل اللهم عليه وسلم فمن صلّى دون أن يَستفتح الصلاة بتكبيرة الإحرام لم تصح صلاته نهائياً : عن أبي حميد الساعدي قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة استقبل القبلة، ورفع يديه، وقال: " الله اكبر " ) رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان.آداب الصلاة المخصوصة :- ( لما قبل الصلاة )
1- السكينة والوقار وإدراك رَهْبَةَ اللقاء ، وعَظَمَة الموقف فأنت تقف بين يدي القدوس المهيمن ، مالك الكون كله ..
2- تطهير الذات من كل الشوائب قبل هذا اللقاء ، وأعظم هذه الشوائب ، الغضب والكراهية والحقد على أخٍ أو قريبٍ أو جارٍ أو أي مسلم ( إخوانك في الله ) لأي سببٍ كان ولأي أمر من أمور الدنيا
فماهو اللقاء الذي ترجوه من الله في صلاتك وقد أتيت إليه وانت مُحَمّلٌ بمشاغل الدنيا وهمومها مُمتلئاً صدرك غيضاً وغضباً وحقداً على الناس ، يقول الله سبحانه وتعالى لك ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب (8) ﴾ سورة الشرح ..
﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ﴾ أي عندما تفرغ قلبك وعقلك ونفسك وجميع ذاتك من كل شيء ، إنْصَب إنصباباً كاملاً بكل مداركك وجوارحك وحواسك ( كُن في صلاتك كُلّك منصباً لله )
﴿ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب ﴾ لربِّكَ إنصبابُ راغباً في لقاءه راجياً لرضاه طالباً لعفوه وغفرانه ورحمته ) ، فسامح وأعفوا واصفح عن الناس أجمعين قبل كل صلاة ، لتكون عندما تأتيه وتقف بين يديه في صلاتك طاهراً نقياً رضيّاً ولك على الناس فضل العفو والرحمة والمسامحة ، فكيف تطلب العفو من الله وأنت لم تعفو عن الناس ، وكيف تطلب المغفرة من الله وأنت لم تغفر للناس ، وكيف تطلب الرحمة من الله وأنت لم ترحم الناس ..؟ إرحَمْ يَرْحَمُكَ الله وأعفو يَعْفُو عنك الله وأغفر يغفر لك الله { أكثر من الدعاء لنفسك بأن يجعلك الله من العافين عن الناس }
فماهو اللقاء الذي ترجوه من الله في صلاتك وقد أتيت إليه وانت مُحَمّلٌ بمشاغل الدنيا وهمومها مُمتلئاً صدرك غيضاً وغضباً وحقداً على الناس ، يقول الله سبحانه وتعالى لك ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب (8) ﴾ سورة الشرح ..
﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ﴾ أي عندما تفرغ قلبك وعقلك ونفسك وجميع ذاتك من كل شيء ، إنْصَب إنصباباً كاملاً بكل مداركك وجوارحك وحواسك ( كُن في صلاتك كُلّك منصباً لله )
﴿ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب ﴾ لربِّكَ إنصبابُ راغباً في لقاءه راجياً لرضاه طالباً لعفوه وغفرانه ورحمته ) ، فسامح وأعفوا واصفح عن الناس أجمعين قبل كل صلاة ، لتكون عندما تأتيه وتقف بين يديه في صلاتك طاهراً نقياً رضيّاً ولك على الناس فضل العفو والرحمة والمسامحة ، فكيف تطلب العفو من الله وأنت لم تعفو عن الناس ، وكيف تطلب المغفرة من الله وأنت لم تغفر للناس ، وكيف تطلب الرحمة من الله وأنت لم ترحم الناس ..؟ إرحَمْ يَرْحَمُكَ الله وأعفو يَعْفُو عنك الله وأغفر يغفر لك الله { أكثر من الدعاء لنفسك بأن يجعلك الله من العافين عن الناس }
أداء الصلاة
للصلاة اطاران رئيسيان أحدهما في قلب الآخر} التركيب الحركي ، والمضمون النطقي { ولكل واحدٍ منهما حكمة إلاهية عظيمة في فرضه على الناس .
فالحكمة الظاهرة من التركيب الحركي هي إعادة وصيانة كافة أجهزة وأعضاء الجسم البشري لأفضل وأحسن تقويم خُلِق عليه . حيث يركز التركيب الحركي في المقام الأول على صيانة الجهازين العصبي والهيكل العظمي . ولذلك نجد من قام للصلاة نشيطا مقبلا عليها بقلب واعٍ ثم أدّى جميع حركاتها كاملة مستوفاة الحركة بالطمأنينة والسكينة .. نجده يخرج من صلاته نشيطاً قوياً له حيوية وحضور ، وعلى العكس منه تماماً ذلك الذي يقوم لصلاته وهو كسلان ثقيل الحركة ثم لا يأتي بحركاتها وسكناتها كما يجب .. نجده يخرج من صلاته واهناً كسولاً ضعيفاً ، ولذلك وصفهم الله تعالى بالمنافقين في قوله سبحانه ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) سورة النساء
يخادعون الله بإظهارهم التقوى وأنهم يؤدون الصلاة ، ولكنهم يؤدونها بكسل ووهن ولا يأتون بحركاتها وسكناتها كما يجب مرائين للناس ، ولذلك تعود خدعتهم عليهم وهم لا يشعرون فتزداد أجسادهم وهناً وضعفاً بدلاً من أن تستفيد من صلاتها بالنشاط والقوة والحيوية .
أما الحكمة الظاهرة من المضمون النطقي فهي تزكية النفس وتهذيبها وتطويعها وتسييسها وشَدُّ لجامها لتخضع لأمر الله الذي أمرها به وهي أن تكون خادمة مطيعة لمتطلبات الروح التي نفخها الله من روحه في أبداننا نحن البشر والتي أوكلت النفس بالقيام على خدمتها ورعايتها وتنفيذ كل متطلباتها ولللقيام على خدمة الجسد الملدون من طين الأرض اللازب ورعاية مصالحهما بما يقويهما على أداء مهامهما في الحياة الدنيا ، ولذلك فإنها إن قامت بما أمرها الله من خدمة لهذين العنصرين ( الروح والجسد ) فإنها تكون يوم لقائها لربها مطمئنة راضية مرْضيّة ، أما إذا لم تقم بذلك كما يجب فإنها إلى شقاء وعذاب النار سائرة وهي في حالة هلع ورعب من مئالها وبئس المصير . لذلك فإن الجانب النفسي للصلاة يهتم بتروض النفس لما خُلِقت له . فحكمة المضمون النطقي في المقام الأول هو ترويض النفس وتنشيطها لتقوم بمهامها التي أوكلها الله سبحانه وتعالى بها تجاه الجسد والروح بما يصب في مصلحتهما . فلا ترهقهما بِغَيّها ونزواتها وشهواتها ولا تأمرهما بالسوء والفحشاء ، ولا تستعبدهما لما يرضيها هي ويشقيهما في الحياة كالمضي خلف نشوة المخدرات التي تقتل الجسد في سبيل لذة النفس ونشوتها بها . ولذلك نجد البيان الواضح لهذا الأمر في قول الله تعالى ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ) فالنفع هنا نفعٌ للنفس ولكنه نفعٌ يقوم على حساب مضرة للجسد وإهلاك صحته ولذلك سماه الله إثماً لأنه إهلاك للجسد . وهذه حِكْمَةُ تحريم الخمر
وبين التركيب الحركي والمضمون النطقي هناك تناسق دقيق جداً ، لا يجب الخروج عنه أبدا ، حيث أن لكل حركة من حركات الصلاة ولِكُلِّ سكون من سكناتها لفظاً مخصوصا به لا يجب أن يدخل في أي حركة أخرى أو سكون أخرى .مثال : لا يجوز أن تستمر بقول سمع الله لمن حمده عند استقامة جسدك واقفا من الركوع . حيث أن سمع الله لمن حمده هي لفظاً مخصوصاً بحركة الرفع من الركوع إلى استقامة الجسد واقفاً ، إذ يجب أن تنتهي من قول سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه أثناء حركة الرفع من الركوع وقبل استقامة الجسد استقامة كاملة . كما وأنه لا يجوز أيضاً تقديم قول ربنا ولك الحمد قبل استقامة الجسد بشكل كامل بعد رفعه من الركوع . إذ يجب أن لا تبدأ بقول ربنا ولك الحمد إلا بعد الاستقامة الكاملة للجسد وليس قبل ذلك . وفيما يلي جدول توضيحي للحدود الزمنية للأقوال في قوالب التراكيب الحركية والتراكيب الساكنة.
بما أن الهدف من تشريع الصلاة بهذه الصيغة الحركية واللفظية بحيث أن كل جانب منهما يعتني بجزء من الجزئين الرئيسيين للإنسان ( البدني والنفسي ) حيث أن الجزء الحركي من الصلاة يعنى بصيانة الجزء البدني للانسان بينما اللفظي للصلاة يعنى بتطويع النفس وتجديد مواثيقها وطاعتها لما أوكل إليها .
وبالنظر إلى الجانب الحركي للصلاة فإن من أفضل ما يفيد البدن الأنساني وصيانته تنفيذ جميع حركات الصلاة كما جاء في الجدول أعلاه مع توضيح ما يلي :-
1- الاستقامة في الوقوف وفي الرفع من الركوع بحيث أن يكون العمود الفقري بكامل استقامته دون انحناء لأي جهه .
2- عند النزول للركوع يجب أن يكون بالجزء العلوي للجسم ككتلة صلبة وكأن فقرات العمود الفقري متصلة بشكل ثابت . فتكون الحركة حركة متصلبه للجزء العلوي مع المحافظة على استقامة الجزء السفلي ( الجذع مع الفخذين والساقين )
3- عند الرفع من الركوع يجب أن ترفع الكفين وتفرد بجانب بعضهما أثناء الحمد كما في حال الدعاء ثم تنزل بمسح على الصدر حتى السر .
4- هنالك نقطة التقاء بين عضلتي اسفل الكف العضلة التي أسفل الأبهام والعضلة المقابلة لها ، تلك النقطة في آخر رسغ الكف نقطة قاسية نوعا ما يجب أن توضع على أعلى نقظة في الفخذ مع المفصل من الأمام وتضغط بقوة أثناء النزول من الاستقامة للسجود مع المحافظة على إستقامة الجزء العلوي ومن الجسم حتى تلامس الركبتين الأرض
5- ارتكاز القدمين وارتكاز الجذع عليهما أثنا الجلوس بين السجدتين ، وانزالهما في جلوس التشهد الأول والأخير
***
1- سبب فرض القراءة بالجهر في بعض الصلوات وفرض السِّر في بعضها الآخر
2- سبب تحديد عدد الركعات باثنتين للفجر وأربع للظهر والعصر والعشاء وثلاث للمغرب
ختاماً نسأل الله أن ينير لنا بصائرنا لفهم حكمته من فرض فرائضه وأحكامه حتى نتقرب إليه بها عن يقين وإدراك .. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وعلى كافة أنبيائك ورسلك أجمعين .. اللهم آمين
الباحث : خالد بن عايض بن ناصر الأسمري