2) تأملات في سورة الفاتحة
تأملات قرآنية : تأملات في سورة الفاتحة
الخميس
1434.4.6 - 14.2.2013
1- البسمله إختص الله سبحانه وتعالى أمة محمد بها وهي مفتاح أبواب الجنة فلا يفتح باب من أبواب الجنة إلا ببسم الله الرحمن الرحيم
2- قال الله تعالى ( بسم الله مجراها ومرساها ) أي لا تجري الفلك في البحر ولا ترسي فلا تميد إلا ببسم الله الرحمن الرحيم
3- إن من أعظم دلالات أن بسم الله الرحمن الرحيم هي لليسر والفتح والحفظ أنها جائت بادئة لكل سور القرآن وعدم وجودها في سورة التوبة التي ابتدأها الله سبحانه وتعالى بالبراء من المنافقين .. وفي ذلك دلالة على أن البسملة لكل خير فاتحة ولكل شر غالقه
4- تفصيل في باء البسمله - الباء في البسملة هي للإستعانة بإسم الله،وهي صلةٌ تصل مسبوق بسابقه،حيث أن السابق هو نية الفعل وضميره
مثال - ( نويت فعل كذا وكذا ) ( بــ ) ( إسم الله )
والمسبوق هو الإستفتاح بـ .. اسم الله الذي به تفتح أبواب السماء فينزل الأمر بتسهيل ما ذكر الأسم عليه لطالب الفتح .. والرحمن الرحيم صفتان لمن بيده الملكوت كله ... وسيأتي التفصيل في هذين الصفتين في الأية الثالثة من سورة الفاتحة ان شاء الله
والمسبوق هو الإستفتاح بـ .. اسم الله الذي به تفتح أبواب السماء فينزل الأمر بتسهيل ما ذكر الأسم عليه لطالب الفتح .. والرحمن الرحيم صفتان لمن بيده الملكوت كله ... وسيأتي التفصيل في هذين الصفتين في الأية الثالثة من سورة الفاتحة ان شاء الله
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
( إنتهى الحديث المختصر عن البسملة ولله الحمد وبه التوفيق سبحانه )
( إنتهى الحديث المختصر عن البسملة ولله الحمد وبه التوفيق سبحانه )
السبت
1434.4.8 - 16.2.2013
بعد أن تدبرنا في(بسم الله الرحمن الرحيم)سيكون تدبرنا اليوم في(الحمد لله رب العالمين)فعلى بركة الله نبدأ =>
كلمة ( الحمد ) تعني لغةً الثناء والشكر
نلاحظ أن الحمد جائت معرفةً بـ ( أل ) ولهذا حكمة إلهية عظيمة وهي أن الحمد عندما يكون لله فهو حمدٌ كامل ، أي كل الحمد بكل اللغات وكل الصفات وبكل الأشكال ، كلاماً منطوقاً بالشفتين ، أو فعلاً حركياً كهز الرأس كناية عن الشكر ، أو عبادةً غير المفروضة كسجود الشكر أو ركعتي الشكر أو صيام التنفل .. كل هذا لواحدٍ فقط وهو الله ... وهذا مفهوم الحمد لله
الحمد كل الحمد بلا استثناء ولا تردد ولا نقصان هو لله وحده .
رب العالمين يقصد بها جميع العالمين ومفردها عالم . عندما نتحدث عن الكره الأرضية بما فيها من جن وأنس وحيوان وطير وشجر وحجر وبحار بما حوت في بطونها ... كل ذلك نطلق عليه اسم ( عالم أو العالم ) ولكن عندما نقول رب العالمين في الحمد لله رب العالمين فنحن يجب أن نقصد جميع العوالم المعلومة والمجهوله في الأرض وفي السماء وأين ما يعلم الله ، فهو رب كل العوالم وخالقها وبيده ملكوتها جميعا فله الحمد كله
نلاحظ أن الحمد جائت معرفةً بـ ( أل ) ولهذا حكمة إلهية عظيمة وهي أن الحمد عندما يكون لله فهو حمدٌ كامل ، أي كل الحمد بكل اللغات وكل الصفات وبكل الأشكال ، كلاماً منطوقاً بالشفتين ، أو فعلاً حركياً كهز الرأس كناية عن الشكر ، أو عبادةً غير المفروضة كسجود الشكر أو ركعتي الشكر أو صيام التنفل .. كل هذا لواحدٍ فقط وهو الله ... وهذا مفهوم الحمد لله
الحمد كل الحمد بلا استثناء ولا تردد ولا نقصان هو لله وحده .
رب العالمين يقصد بها جميع العالمين ومفردها عالم . عندما نتحدث عن الكره الأرضية بما فيها من جن وأنس وحيوان وطير وشجر وحجر وبحار بما حوت في بطونها ... كل ذلك نطلق عليه اسم ( عالم أو العالم ) ولكن عندما نقول رب العالمين في الحمد لله رب العالمين فنحن يجب أن نقصد جميع العوالم المعلومة والمجهوله في الأرض وفي السماء وأين ما يعلم الله ، فهو رب كل العوالم وخالقها وبيده ملكوتها جميعا فله الحمد كله
هذاوصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
الأحد
1434.4.9 - 17.2.2013
بعد أن تدبرنا في ( الحمد لله رب العالمين ) سيكون تدبرنا اليوم في ( الرحمن الرحيم ) فعلى بركة الله نبدأ =>
اتبع الرابط
http://www.twitlonger.com/show/l2hvta
الرحمن . لقد عمد كثبر من المفسرين رحمهم الله تعالى إلى تفسير أن اسم الله ( الرحمن ) مأخوذ من الرحمة ، وهذا كلام صحيح ولكن ليس بنسبة كاملة إذ أن صفةالرحمة قد اسبغت على اسم الرحيم ولا يمكن بأي حال من الأحوال تكرار إطلاق الصفة بإسمين لربٍ واحد .. وقد علم كفار قريش هذا الأمر وهم أعلم أهل الأرض بأصول اللغة العربية فلم يقبلوا أن تكتب في صلح الحديبية ، فقد قبلوا اسمه جل شأنه ( الله ) وقد قبلوا اسمه سبحانه وتعالى ( الرحيم ) ولم يقبلوا اسمه سبحانه وتعالى ( الرحمن ) لأنهم لم يقبلوا ما يعنيه ذلك الإسم العظيم من معنى أن القدرةالمطلقة والعظمة لله سبحانه وتعالى وحده. فلم يقبلوا أن يضيفها في التسمية في وثيقة صلح الحديبية .. كما وأن الرحمن تجمع في أصلها معانٍ كثيرة لا يمكن أن تجتمع إلا بإسم الرحمن ، فلو اقتصرنا ( الرحمة كأصل لإسم الرحمن ) لاحتجنا أسمٌ آخر ليصف الله به بعض أعظم صفاته الأخرى سبحانه ما أعظم شأنه . فأقول وباالله التوفيق قد ورد معنى ومقصد اسم الله ( الرحمن ) كما فسره لنا ربنا فأورد لنا سورةٌ بأسمه سبحانه وتعالى وهي سورة الرحمن فيقول جل من قائل كريم ( الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسن * علمه البيان ) أي أن اسم الرحمن هو اسمٌ لمن علم القرآن بعلامات فارقة ليست إلا للقرآن وحده منها ماهو إعجازي ومنها ما هو دلالي ومنها ماهو سنة كونيه ، وغيرها كثير ، وهو أيضاً من خلق الإنسن في أحسن تصوير وقوام ، ثم لم يقف عند هذا الحد بل وعلمه كيف يستبين ويتبع علامات القرآن التي وضعها سبحانه وتعالى له ليتبعها لنور الله العظيم وعلمه الغير متناهي ... فلو نظرنا إلى هذه الصفات الثلاث ( واضع العلامات في القرآن وخالق الإنسن ، ومعلمه الأول الذي اختصه بمعرفة كيفية استخلاص واتباع تلك العلامات ) فلن نجد أسم أو صفة من أسماء الله وصفاته سبحانه يقدر على احتواء تلك المعاني إلا اسمه جل في علاه ( الرحمن ) .
أما اسمه سبحانه وتعالى ( الرحيم ) فقد جاء بعد اسم ( الرحمن ) ليرتب لنا منازل الصفات عنده سبحانه ، فله القدرة المطلقة في الاعجاز والهداية وله القدرة المطلقة في الخلق القويم وله القدرة المطلقة في التعليم والتوضيح وبالطبع فهذه القدرات ليست إلا لعظيم جبار متكبر فأتى إقران الله سبحانه وتعالى بالرحمة بعد صفات العظمة والقدرة ليخبرنا أنه أرحم الراحمين وأنه لا خوف على من اتبع سبيله كما أخبر سبحانه وتعالى في قوله الكريم ( فإما يأتينكم مني هدىً فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون ) صدق ربنا الجليل الكريم .
هذا والصلاة والسلام على الهادي الأمين ، والحمد لله خير ما يختم به المسلمين حديثهم .
الثلاثاء
1434.4.9 - 19.2.2013
بعد أن تدبرنا في ( الرحمن الرحيم ) سيكون تدبرنا اليوم في ( مالك يوم الدين ) فعلى بركة الله نبدأ =>
اتبع الرابط
http://www.twitlonger.com/show/l36lv6
بسم الله الرحمن الرحيم ، نبدأ على بركة الله ....... ( مالك يوم الدين ). تُقرأ مالك وتُقرأ ملك ، غير أن الأصح أن تُقرأ مالك لأن أحقية التصرف الكامل لا تكون إلا للمالك دون الملك .. فما كل ملك يكون بالضرورة مالك لما هو ملك عليه ، بينما كل مالك لشي فهو ربه ومليكه .. وفي قول عبد المطلب لأبرهة الحبشي ( أنا رب هذه الإبل وإن للبيت ربٌ يحميه ) أي أنا مالك هذه الإبل أما هذا البيت أي الكعبة المشرفة فهي مُلْكٌ لله . ولأن الله قد بين لنا في قوله تعالى ( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) سورة غافر.
لمن التي جائت في الآية الكريمة هي سؤال الله عن مُلْكِية ذلك اليوم لمن .. ثم أجاب العزيز سبحانه وتعالى بأنه لله الواحد القهار . وقد يكون هذا إخبارٌ من الله باننا من سيجيب .. والله أعلم
واليوم المسؤل عنه هو يوم الدين الوارد في آية مالك يوم الدين .. فالحق بقرائتها على وجه مالك ..... ( يوم الدين ) أي يوم الإدانة بكل شيءِ لله الواحد القهار فلا شي لأحدٍ غير الله وأعظم ما يدان به لله في ذلك اليوم .. ( الدين = العبادة ) فذلك يوم المعبود المستحق للعبادة فكل معبود غير الله سيخنس في ذلك اليوم ولا يظهر ليطالب بحق عبادة لأن لا أحد أحق بالعبادة إلا الله فلذلك سمي ذلك اليوم بيوم الدين ... ولنتأمل حالنا في ذلك اليوم ونتفكر فيه ,, نحن واقفون صفوف صفوف شاخصون بالأبصار للسماء عرايا كما ولدتنا أمهاتنا أذلاء منكسرين لا نعلم ما هي مصائرنا كلٌ يحاسب نفسه عن ماذا أعد لمثل ذلك اليوم لا يكترث ولا يعلم أحدنا ماذا يدور حوله من الأحداث ولو تفجرت أكبر القنابل بجواره لما أدرك وجودها ... لماذا ..؟ لأنه مشغول بما هو أعظم من ذلك ، مشغول بمراجعة نفسه ، مشغول بمحاسبتها ، مشغول باستذكار واستخراج ما يمكن أن يخرجه من هول ذلك اليوم ومن مصير أهل النار .. والله تعالى قد جاء في علوُه سبحانه ، في جبروته ، في قدرته ، في مهابة ملك العالمين مالك يوم الدين ، والملائكة صافين صفوف صفوف محيطين بنا من كل جانب .. عظام الهيئة ذوي أجنحة مثني وثلاث ورباع ، وبأيديهم المقامع والمحاريب والمشائك ، ... لا إله إلا الله ما أهوله من يوم.
اللهم يا ملك الملوك ، اللهم يا رب كل شيء ومليكه ، اللهم ياقادر أنزل على قلوبنا السكينة والأمن يوم الفزع الأكبر . اللهم آمنا فيه ، اللهم آمنا فيه ، اللهم آمنا فيه .. اللهم لاتجعل ذلكاليوم علينا كما هو على الكافرين ولا الفاسقين ولا المتجبرين .. اللهم اجعلنا فيه من المطمئنين يارب العالمين .. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. اللهم إن لم تغفر لي وترحمني فلا ناصر لي إلا أنت .. اللهم ارحم ضعفنا وانكسارنا .. اللهم ارحم ضعفنا وانكسارنا .. اللهم إني أسلمت لك بأنك أنت ربي يا إلاهي فاربط على قلبي يوم الهول العظيم .. عباد الله ماذا أحضرنا لمثل ذلك اليوم
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا ورسولنا المصطفى محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
الجمعة
1434.4.12 - 22.2.2013
بعد أن تدبرنا في ( مالك يوم الدين ) سيكون تدبرنا اليوم في ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فعلى بركة الله نبدأ =>
اتبع الرابط
http://www.twitlonger.com/show/l4ab52
بسم الله الرحمن الرحيم ، نبدأ على بركة الله ....... ( إياك نعبد وإياك نستعين ).العبادة مفهومٌ مطلق يشمل العبادات الحركية والحسية ويشمل العبادات اللفظية العقائدية ويشمل اليقين المطلق فعندما يقول المرء " إياك نعبد " فيجب أن يكون قصده شاملاً لكل العبادة .. وكلمة إياك في موضعها هذا هي الأحق به دون كلمة( لك العبادة ) أو (إننا نعبدك ) أو غيرها من الألفاظ التي تدل على نفس المعنى ولكن بنقصان المردود.. حيث أن كلمة إياك :- هي توحيد مفعول لأجله ومعناها أن عبادتي كلها لاأقصد بها إلا لك وحدك .
وأما الاستعانه هنا فهي الاستعانة العقائدية فلا يقصد بإياك نستعين ما يقصد بإياك نعبد حيث أن إياك نعبد كما ذكرت سابقا هي إن جميع عباداتنا لك وحدك .. أما الاستعانه فهي طلب العون فيما لا يقدر عليه سواك .. إذا فهي تقرير بعظمة القدرة الإلهية وتحقير لقدرة المخلوق وهي طلب عونه سبحانه فيما يستعصي على المخلوق .
مثال ( ولله المثل الأعلى ) : عندما يستعين المرء بفني إصلاح سيارته أو بالبناء أو بالحداد لفعل شي معين . فإن ذلك إثبات بأن مقصود الاستعانه في قوله تعالى ( وإياك نستعين ) بأنها تقرير إثبات عجز المخلوق وكمال عظمة قدرة الخالق فهو من بيده ملكوت كل شي وهو القادر على تسهيل كل شي . فلا يقدر مخلوق على فعل شيء مالم يسهله الله له .
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً ، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً
كما وأن الآية الكريمة ( إياك نعبد وإياك نستعين )تقوم بفعل ترويضٌ للنفس البشرية لقبول العبادة بإخلاص الاعتقاد لله وحده لتنال غايتها في العون والتسهيل لكافة متطلباتها الدنيوية .. وتذكيرها بأن لها غايات في مرحلة أخرى وهي الآخره فيجب عليها فعل ( إخلاص تفرد العبادة لله
وحده ) لتنال مرادها في الدارين .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وصل اللهم على نبينا محمد ، والحمد لله رب العالمين
السبت
1434.4.13 - 23.2.2013
بعد أن تدبرنا في( إياك نعبد وإياك نستعين ) سيكون تدبرنا اليوم في ( إهدنا الصِراط المستقيم ) فعلى بركة الله نبدأ =>
اتبع الرابط
http://www.twitlonger.com/show/l4ohcj
بسم الله الرحمن الرحيم ، نبدأ على بركة الله ....... ( إهدنا الصِراط المستقيم ). {اهدنا - دُلّنا}. حيث أن طلب الهداية يكون ممن لايبصر الطريق بشيءٍ من حواسه لاسيما حاسة البصر ، بعكس كلمة دُلّنا التي يكفي الانسان أن يؤشَر له نحو الجهة التي يرغب الذهاب إليها أو عبرها ،،، يقال :- دلني على طريق مكه المكرمه ، يكفي المسؤل هنا أن يؤشر باصبعه نحو الطريق التي تؤدي بالسالك فيها إلى مكة المكرمه ، أما فيما لو قيل لأحدٍ ما إهدني لمكة المكرمة ، أي خذ بيدي أو احملني لمكة ، وهذا يدل على عجزٍ كامل عن مجرد استطاعة المشي إليها .
كذلك هو الحال في الآية الكريمة ( إهدنا الصراط المستقيم ) فهي طلب من عاجز عن رؤية الصراط بأي حاسة من حواسه المعروفه ، وهذا يبين لنا بأن الصراط ليس بشيءٍ يمكن إدراكه بأي حاسة وهذا لا ينفي وجوده المحسوس اعتباراً غير أن حواس البشر تعجز وتقصر عن إدراكه . إذ أن الصراط المستقيم هو جسر الوصول بين عوالم عبيد الله وبين ملكوت الملك القدوس سبحانه وتعالى وهو طريقٌ ينقل المرء من عوالم الدنيا إلى حضرة ملك الملوك وخالق الخلق سبحانه جل شأنه .
أوليست من أكبر النعم على العبد أن يقربه خالقه فيهديه إلى الطريق التي يصل بها إلى ربه ومولاه وخالقه فيكون من المقربين لدى ملك الملوك سبحانه ؟ بلى وربي لهي أعظم نعمة ينالها عبدٌ من عباد الله ... نسأل الله العلي القدير أن يهدينا صراطه المستقيم الذي يصل بنا إليه وأن يقربنا منه اللهم آمين .
وقد بين لنا من يدرك هذا الصراط ويراه " سبحانه وتعالى " أن هذا الصراط ليس بمتعرجٍ ولا منحنٍ غير أنه احتفظ سبحانه بزاوية ارتفاعه ، فلم يبين لنا هل هذا الصراط مستوٍ الطرفين أم هو في صعود ، غير أن إدراكنا لعظمة الله ورفعته يوحي إلينا بأنه صراط ارتقاء فملك الملوك سبحانه في علو عالٍ ، يحتاج المرء للإرتقاء بروحه وعقله عندما يحاول التقرب إليه بعبادة تفكر أو صلاة أو أي عبادةٍ أخرى .
إذن فإن ( اهدنا الصراط المستقيم ) هو طلب يطلبه العبد في كل عبادة يقرأ فيها سورة الفاتحة من الله العلي العظيم أن يحمله إليه ويقربه منه ، لأنه عاجز كلّيَةً عن الوصول إليه بأي حال من الأحوال إلا بالقدرة الإلهية المطلقة عبر ذلك الصراط المستقيم .... اللهم يا ذالحبل المجيد والقدرة المطلقه نسألك بإسمك العظيم ورحمتك الواسعه أن تهدينا صراطك المستقيم الذي أوله وضعوعنا وآخره علوك وعظمتك وملكوتك الأعلى ... اللهم آمين
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وكافة أنبيائك ورسلك أجمعين .. والحمد لله رب العالمين
الثلاثاء
1434.4.16 - 26.2.2013
بعد أن تدبرنا في ( إهدنا الصِراط المستقيم ) سيكون تدبرنا اليوم في ( صِراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فعلى بركة الله نبدأ =>
اتبع الرابط
http://www.twitlonger.com/show/l5pnm1
بسم الله الرحمن الرحيم ، نبدأ على بركة الله ....... ( صِراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ). قسَّم الله سبحانه الخلق إلى ثلاثة أقسام رئيسية (الذين أنعمت عليهم = الذين أسبغ عليهم نعمة الهداية ) و ( والمغضوب عليهم = الذين آتاهم الله العلم فخالفوه عن قصد بتحدٍ وظلم ) ( والضالين = الذين ضلوا الطريق وهم يحسبون أنهم على صواب ) فأما الذين أنعم الله عليهم فهم الذين أمدهم الله بنوره ، وفي هذا تفصيل ... إن الله سبحانه وعد المتبعين لهديه سبحانه وتعالى وهوالذي جاء به المرسلون بأنه سيكون لهم نورٌ من بين أيديهم ومن خلفهم وأنه حرّم عليهم الهَمّ والحَزَن ، قال تعالى ( فإما يأتينكم مني هدىً فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون ) سورة البقرة
ّيتبين لنا من الآيه أن الله جل في علاه قد حرّم الحَزَن والهَم على من اتبع هداه ، فقد كفل لكل من اتبع هداه ؛ مامضى من وقته وما هو مستقبل له ( لا خوفٌ عليهم من المستقبل ) ( ولا هم يحزنون على مافاتهم في ماضي أيامهم ) وبذلك فإن من اتبع هدى الله ، قد كفل له ماضيه فلن يحزنه شيءٌ مما مضى عليه وكفل له مستقبله فلن يخاف من شي أبدا ... وهؤلاء لهم صراطٌ أطلق عليه الله جل في علاه اسم ( صِراط الذين أنعم الله عليهم ). وهو الصِراط الذي يرفع الله به الإنسان ليكون من المقربين إليه سبحانه في ملكوته الأعلى ... ، ( غير ) كلمةٌ جائت في سياق الآية الكريمة بمعنى المشابهه بين الأصرطة الثلاثة في الاستقامة ، فجعل قبل كلمة ( غير ) صِراط النجاة وجعل بعد كلمة( غير ) صِراطي الهلاك ، فصِراط الذين أنعم الله عليهم هو صِراط العلو والإرتقاء الذي نهايته القربى في ملكوت الله الأعلى وهو برغم صعوبة مسلكة لأن ظاهر أمره صعود والصعود بطبيعة الحال يكتنفه التعب والجهد ولكن الله قد تكفل بسالك هذا الطريق أنه لن يَكِلَهُ الله لقوة المخلوق الضعيفه ( كما ذكرنا وبيّنا ذلك في الآية السابقه في كلمة - إهدنا )وأما الصِراطين الذين جاءا بعد ( غير ) فهما صراطين نهايتهما الإنزلاق والسقوط والإنحدار في نار جهنم والعياذ بالله وهذين برغم سهولة مسلكهما لأنهما في إنحدار إلا أنهما يُسْقِطان سالكيهما إلى النار ، أعاذنا الله من شرورها.
إذن فإن قول الله جل في علاه في الآية الكريمة ( صِراط الذن أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) أتت مبينة لحال الناس ومآلهم وتصنيفهم بعد يوم الحساب .
بهذا انتهى وجه التفكر في آيات سورة الفاتحة بما وفقنا الله له ، وبقي لنا أن نأخذ وجه التدبر والتأمل في جوانبها الأخرى وهي سبب إنزالها إلينا وسبب تسمياتها بالسبع المثاني وام الكتاب وفاتحة الكتاب ولماذا جعلها الله ركناً من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا بها ، ونتفكر بأسلوب منطقها من المخاطبة للغائب مروراً بالمخاطبة بشبه الغائب مروراً بالمخاطبة لشبه الحاضر وصولاً للمخاطبة للحاضر . كل هذا وأكثر في درس الختام في سورة الفاتحة وهو الدرس القادم بإذن الله تعالى
هذا وصل اللهم على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى كافة أنبيائك ورسلك أجمعين ، والحمد لله رب العالمين
الاثنين
1434.4.22 - 4.3.2013
بعد أن أنهينا التأمل في آيات سورة الفاتحة ، فقد حان الآن لنتفكر ونتدبر السورة بشكل كامل . على بركة الله نبدأ=>
اتبع الرابط
http://www.twitlonger.com/show/l82fva
بسم الله الرحمن الرحيم ... ( نستعرض فيما يلي بعض جوانب تميز سورة الفاتحة عن بقية سور القرآن الكريم ) قال تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ( 87 ) ) سورة الحجر . كما نرى هنا أن الله جل في علاه قد ميّز الفاتحة عن القرآن العظيم ، وقد ورد عن نوح بن أبي بلال ، عن المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله رب العالمين سبع آيات : بسم الله الرحمن الرحيم إحداهن ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهي أم الكتاب . [ ص: 103 ]
سورة الفاتحة:- أياتها سبع آيات ، وكلماتها خمس وعشرون كلمة ، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفا . هي أم الكتاب والإبن مخرجٌ من رحم امه ،
سورة الفاتحة :- إن مثناة العِقد أوسطه وأكبر دُرَره .. فالفاتحة أكبر دُرَرُ عِقد القرآن الكريم . فهي أعظم وأثمن وأجمل ما أنزله الله على خلقه . فلو نظرنا إلى ( السبحة أو المسبحة التي عدد حباتها حبة ) لوجدناها قد فصلت بفاصلتين تقسم حباتها إلى سبع حبات ثم سبع ثم سبع .. فإن كانت السبحة للزينة فستكون السبع الوسطى أكبر من التى في الطرفين . وهذا هو أصل الفاتحة إذ أن آياتها دُرٌ من الدرر العظيمة في ملكوت الله الأعلى وقد آتاها لمحمد صلى الله عليه وسلم .
سورة الفاتحة:- إن الإبن يخرج من رحم أمه ... وإن معاني كتاب الله من سورة البقرة حتى نهاية سورة الناس قد أخرجها العلي الكريم مستخلصة من جوف سورة الفاتحة لذا فهي أم الكتاب .
.................... ماهي سورة الفاتحة ....................
إن الفاتحة هي أدب الدخول على ملك الملوك سبحانه وتعالى .. وفيها حركه تفاعليه ، أي فيها قدوم وسير نحو العلي القدير سبحانه . وقد آتاها الله لنبي الهدى والرحمة ليعلمه ويعلمنا آداب الدخول إلى حضرته جل في علاه . ...
كيف ذلك ..؟
( مثال ولله المثل الأعلى ) إن الإنسان عندما يهم بالدخول على ملك من ملوك الأرض ، يُهيأ لهذا اللقاء فيقال له قل كذا ولا تقل كذا ، أفعل كذا ولا تفعل كذا ، ولا تقول كذا إلا إن قال لك الملك كذا ,,,, فما بالكم بمن يدخل على ملك الملوك سبحانه في ملكوته الأعلى ..
نقول لفتح باب الدخول استفتاح الباب بالبسملة فلو لم نذكر البسلمة فلن يفتح لنا الباب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فُتح الباب بإسم الله .. إن أول ما يجب أن تذكره عند الدخول على ملك الملوك القدوس العظيم أن تمتدحه بما هو أهلٌ له سبحانه فتقول ( الحمد لله رب العالمين ) وقد سبق تفصيل معناها وتعني أن كل الحمد بكل صفة طيبة وبكل صيغة عظيمة هي لله وحده دون سواه . رب العالمين عالمين الأراضين وعالمين السماوات وعالمين مالم نعلم ، ( نلاحظ هنا أنه لا وجود لخطاب مباشر إنما هو خطاب للغائب ) ونستمر في المسير نحو الملك العظيم رب العالمين فنصفه بأحب الأسماء وأجلها ( الرحمن الرحيم ) وقد ورد ذكر معناها سابقاً ) ونلاحظ ان لغة الخطاب هنا تتحول تدريجياً من خطاب الغائب إلى خطاب شبه الغائب ) ونستمر في المسير ( مالك يوم الدين ) وكأنك هنا قد اقتربت لدرجة المشاهده المباشره لملك الملوك سبحانه ، ولا أقصد هنا المشاهدة بالعينين إنما ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) وهي درجة الإحسان . ونستمر في المسير ليكون لغة الخطاب مباشراً ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وهذا هو سبب دخولك إلى حضرة ملك الملوك سبحانه وتعالى أنك تطلبه أن يعينك ولكنك قد قدمت فروض الطاعة قبل الطلب ( إياك نعبد ) . وتستمر ، في أي شي تريد عونه وتوفيقه لك ( إهدنا الصراط المستقيم صراط الذن أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) هنا أنت تفصل طلبك تفصيلاً دقيقا ...
فلو نظرت من بداية دخولك كيف أنك قد تضائلت حتى أصبحت في أعظم حالات التذلل لأدركت أنك قد دخلت على العلي العظيم ( الله أكبر ) فمنذ فتحت الباب ببسم الله الرحمن الرحيم وأنت في هامة إنتصابك واستقامتك حتى سجودك وتذللك خنوعك وخضوعك التام في ( اهدنا الصراط المستقيم ) . وهذا هو الحال الذاتي لك الواجب استحضارها عند تلاوتك للفاتحة في كل ركعة في صلاتك ، الصلاة التي هي صلةُ العبد بربه ومليكه فأنت عندما تصلي فإنك تدخل إلى ملكوت الله الأعلى بالفاتحة
وبهذا نكون قد انتهينا من التدبر والتأمل والتفكر في سورة الفاتحة بما وفقنا الله إليه.
هذا وصل اللهم على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى كافة أنبيائك ورسلك أجمعين ، والحمد لله رب العالمين ،
مجالس علم البيان
السبت
1434.4.25 - 7.3.2013
الملكوت الأعلى .. إن عرش المولى ( ملك الملوك ) سبحانه وتعالى في الملكوت الأعلى ... ذلك الملكوت الذي يزوره المسلمون خمس مرات في اليوم والليله ..
نعم أخي في الله .. أنت تزور الملكوت الأعلى خمس مرات في اليوم والليلة في ( كل صلاة ) ،،، تدخل على ربك تقدم له فروض الطاعة والولاء .. وربك يسعد بلقائك واستقبالك بعكس ملوك الدنيا ..
غير أن للدخول على ملك الملوك سبحانه وتعالى ( آداب يجب اتباعها ) . قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسيلم :- أدبني ربي فأحسن تأديبي
أجل إن آداب الدخول على ربك سبحانه وتعالى لم تأتي من أحدٍ من خلق الله ، لأن لا أحد يستطيع أن يأتي بأدبٍ يليق بالدخول على الملك القدوس المهيمن على عرشه سبحانه ، إلا هو سبحانه وتعالى ، فمن أجل ذلك إنتدب جبريل عليه السلام ومعه (البُرَاق ) ركوبةً يركبها ( سيد البشر المصطفى صلى الله عليه وسلم ) ، إنتدب جبريل ليأتي له برسوله محمد من الدنيا في رحلةٍ سُمّيت ( برحلة الإسراء والمعراج ) ، فأحضره جبريل عليه السلام إلى ربه ... لماذا .. ؟
لكي يُعلّمه ويُعلّم أمته " نحن " آداب الدخول عليه سبحانه .. إذ اختصّنا عن بقية الأمم بهذا الشرف العظيم .. ( أمة محمد تدخل على الله خمس مرات في اليوم والليله ) ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( مفتخراً ) وهو سيد المتواضعين :- لقد أوتيت سبعاً من المثاني . مثاني العرش . (الفاتحه ) فاتحة الكتاب ، فاتحة الباب للدخول على الله سبحانه.
بسم الله الرحمن الرحيم [ ب ] . [أسم الله ] . [ الرحمن الرحيم ] :- مفتاح فتح باب الدخول على الله ، إذ لا يمكن أن يُفتح ذلك الباب سوى بالبسمله ، فمن الذي َوهَبَ هذا المفتاح لأمّة محمد ؟ ولماذا اختص الله أمة محمد بالذات دون بقية الأمم بهذا المفتاح ..؟
" سيتم بإذن الله تعالى إفراد موضوع كامل ( للمفتاح ) "
أنت الآن في حضرة الملك القدوس تعالى وتمجد في علاه .
[الحمد لله رب العالمين ] :- لاحظ أن اسلوب الخطاب هنا هو خطاب الغائب ، لأن مقر عرش الرحمن أعظم من أن تُدْرِك أطرافه بعينك ، إذ يقصر نظرك عن استطاعة رؤية العرش حين الدخول على الله في ملكوته .. فأنت بذلك تُمَجّدهُ سبحانه بضمير الغائب عن حدود نظرك ، فتُمَجّدهُ بأن كل الحمد بكل لغات الكون الدنيوي وكل لغات الملأ الأعلى وبكل لغات من لايعلمهم إلا الله ( كُل الحمد ) لمن ..؟ هو لله وحده . إذ أن جميع الخلق يحمدون الله ، على عكس كفار الدنيا .. الذين يصرفون جزءً كبيرا من حمدهم لأسيادهم الذين ألّلهوا أنفسهم فعُبدوا من دون الله ، فهم محمودون من أراذل خلقٍ واحدٍ أو نوعين من الخلق ( الإنس والجن ) ، أما الله فيحمده كل خلقه ( كل العالمين ) .
[ العالمين ] إن الدنيا بجميع خلقها يسمى عالم . بينما الحمد لله شمل كل العالمين في كل مكان يعلمه سبحانه ..
[ رب العالمين ] توحيد الربوبية له سبحانه فهو ربنا ورب كل عالم آخر من العوالم المعلومة وغير المعلومة عندنا ، التي هي في علم الله سبحانه .
[الرحمن الرحيم ] لا حظ الخطاب هنا لازال في خطاب الغائب .. برغم التقرب من الملك القدوس سبحانه . وهذا يدل على عظمة حضرة الله في ملكوته سبحانه ..
[الرحمن ] ( عَلّمَ القرآن * خلق الانسان * عَلّمَهُ البيان )
[الرحيم ] ( صفته سبحانه فرحمته وسعت كل شيء ) جعلنا الله وإياكم من أهل رحمته .
[ مالك يوم الدين ] لاحظ أن الخطاب هنا تَحوّل من صيغة الغائب إلى شبه الحاضر . كأنك تراه سبحانه من خلال هذا الخطاب الذي يوحي بأنك قد اقتربت من ربك لدرجة أن نظرك يكاد يراه سبحانه ، ولاحظ أن لهجة الخطاب قد أخذت تميل نحو التذلل لله سبحانه وتعالى بالإعتراف أن يوم الدين أي اليوم الآخر هو لله وحده ، قال الله تعالى في القرآن العظيم: " يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) " سورة غافر.
ورد في البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك ...... أين ملوك الأرض ؟ )
[إيّاك نعبد ] هذا خطاب الذي يرى من يتحدث إليه ، وهنا الانحناء والتذلل والرضوخ والإنكسار بين يدي الله سبحانه ، أن حياتي ونسكي وعباداتي ومماتي لك أنت وحدك دون سواك ، لا أصرف شيءٌ منها لغيرك سبحانك فـ( إياك أحيا وأعبد وأموت) .
[ وإياك نستعين ] قد أتيت بين يدي الله سبحانه لحاجة تريد طلبها منه ، ومن باب الأدب أن تُمَهْدَ لطلبك بأشد التذلل فأنت في حالٍ كحال السجود في هذه اللحظه ، في هذه اللحظه أنت ساجد بين يدي الله ووجهك ونظرك إلى القاع تقول له ، أنت القوي الذي لا أستعين بسواه على قضاء أموري الدنيوية التي تعينني على عبادتك . ولي في عونك وقوتك حاجة ، رجائي وأملي إجابتها .
- ماهي حاجتك التي تريد من الله يا عبد الله ..؟ -
[ إهدنا الصراط المستقيم ] لا يقتصر الصراط على صراط الآخرة فقط . ولا يقتصر الصراط على صراط العبادة فقط . إنه صراط نعيم الدنيا ، { 1 } في الرزق والمعاش . فمن رزق القناعه فيما رزقه الله أتته الدنيا وهي صاغره كما أخبرنا الله سبحانه على لسان نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم . { 2 } وفي الدين والعبادة . فمن رزق الهداية ورزق اللذة في العبادة كان في جنة الدنيا التي هي طريقه لجنة الآخره .{ 3 } وفي الآخره صراط الجنة المُوقى من عذاب الله وسخطه ، فمن زُحْزِحَ عن النار وأُدْخِل الجنة فقد فاز .
[ صراط الذين انعمت عليهم ] وصفٌ دقيق لأي نوع من الأصرطه .. صراط الذين قلت فيهم ( إلا عبادي المُخْلَصين ) الذين استخلصتهم من بين يدي فتن الشيطان الرجيم . هم الذين أنعم الله عليهم بحمايته سبحانه لهم من الشيطان الرجيم .
[ غير المغضوب عليهم ] ليس ذلك الصراط الذي يسلكه المغضوب عليهم فيهوي بهم في سخطك وغضبك وعذابك . وهم الذين عَلِمُوا الحق فبدّولوا فيه وحَرّفوا الكَلِمَ عن مواضعه ليوافق أهوائهم ، برغم علمهم بالحق
[ ولا الضالين ] وليس ذلك الصراط الذي يسلكه الضالون عن الحق وقد نسوا حظاً مما ذُكِّروا به من خلال الكتب والوحي والرسل . فينالهم عذاب نسيانهم لشهادتهم التي شهدوا بها على أنفسهم ( بلى شهدنا ) .
اللهم آمين
وختاماً أحبتي في الله ، هذا تدبر في سورةٍ إفْتَخَرَ بها سيد وأعظم خلق الله أدباً وتواضعاً .. محمد صلى الله عليه وسلم وقال فيها أيضا [ لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب ] فهي أعظم ركنٌ من أركان الصلاة التي بها اختصنا الله سبحانه وتعالى دون بقية الأمم للدخول إليه والتحدث معه والطلب منه مباشرةً دون وسيط ..
اسأل الله الذي مَنَّ علينا بهذا الفضل العظيم أن يرزقني وإياكم الهداية إلى سراطه المستقيم في معاشنا وفي ديننا وفي آخرتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى كافة أنبيائك ورسلك أجمعين وسلم عليهم تسليما طيباً يرضيك عنا يا أرحم الراحمين ...
اللهم آمين