الإيمان طريق النجاح




الحمد لله حمداُ يليق بجلال وجهه وبعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى كافة أنبياء الله ورسله أجمعين ..


أما بعد


اقتصر مفهوم كلمة الإيمان على الناحية الدينية فقط ، فبمجرد سماع كلمة الإيمان يذهب التفكير مباشرة إلى مفاهيم الإيمان الدينية ( الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ) ... وهذا جزء صحيح من مفهوم كلمة الإيمان ولكن ....


إن كلمة الإيمان أوسع وأعظم من أن تقتصر على الجانب الديني فقط .. فالإيمان بالقدرات الذاتية جانب آخر لكلمة الإيمان ... والإيمان بالمفاهيم والمدركات جانب آخر لكلمة الإيمان ... والإيمان بالوجوديات والفرضيات والغيبيات جانب آخر لكلمة الإيمان ............ إلخ

فالإيمان بمفهومه المطلق هو : مصدر طاقة هائلة تجعل الغيب حاضراً ، والضعف قوة ، والشتات استقراراً ، والركود المعرفي تطوراً وحضارة

فمن الناحية الدينية مثلاً : إن أعلى درجات الإيمان مرتبةً تسمى الإحسان ( وهي أن تعبد الله كأنك تراه ) ... فطاقة الإيمان بالله كلما زادت تأصلا في النفس البشرية كلما عظمت وتجلت في جعل الانسان يكاد يدرك وجود الله كأنه يراه في كل شي حوله

ومن الناحية السايكولوجية السلوكية أيضاً : إن الكيان الإنساني مليء بالقدرات الكامنة وغير المستخدمة ، والتي بمجرد أن تُحَفز وتُغذى بطاقة الإيمان تنمو وتتعاضم حتى تصبح إحدى صفات الانسان المؤمن بوجودها فيه ( فكلمة الحظ ، بمجرد إيمان الانسان بها وأنه إنسان محظوظ يصبح محظوظاً بالفعل وكلما زاد إيمانه بها زاد حظه وقوي ) وهكذا في بقية القدرات الذاتية للإنسان

ومن ناحية المفهوم السلوكي : إن الإنسان المتربي على مفاهيم محيطه المجتمعي لو تمت تربيته منذ صغره بإنتمائه لأحد فضائل مجتمعه حتى بلغ درجة الإيمان بما تربى عليه ستجده يشمخ في هذه الفضيلة بحسب قوة إيمانه بها ... والعكس صحيح ؛ ( لم يولد الإنسان مجرماً بفطرته ، ولم يولد صالحاً بفطرته إنما يتم تغذيته بما يكون عليه في مقتبل أيامه " قال رسول الله صل اللهم عليه وسلم / ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصارنه أو يمجسانه " )

ومن الناحية العلمية والمعرفية أيضاً : إن العالم ورائد الفضاء والبروفيسور والمهندس والقائد هؤلاء هم عماد الأمم وقوامها فإذا أرادت أمة أن تعلو وترتقي فما عليها إلا أن تجعل من مجتمعها بيئة صالحة للإيمان بتحقيق القدرات من خلال العلوم والمعارف وتشجيع أبنائها على الابتكار والتطوير ... ولنا في عصرنا الحديث مثال على ذلك وهو ( رئيس وزراء ماليزيا : مهاتير محمد الذي ارتقى ببلده وانتشله من مستنقع الجهل والتخلف حتى جعله بين أعظم دول العالم تقدما وازدهاراً .. من منطلق بناء جيل ارتقى بماليزيا إلى ماهي عليه اليوم )

العلوم موجودة بفضل الله ومنته ، والكوادر موجودة بفضل الله ومنته ، والمال موجود بفضل الله ومنته ، ولكن يبقى أيجاد بيئة صالحة لبناء جيل يحمل على عاتقه بناء حضارة الأمه هو العنصر المفقود ...

والإيمان مثله مثل أي شيء آخر ، له درجات وله وسائل لتحقيقه والاستفادة منه كما يجب 

وهي في العناصر التالية :-

1- الإقناع بالوجود

2- الاقناع بالإمكانية

3- الحث والتحفيز ( بالترديد )

4- التشجيع والترغيب

5- توفير العلوم المساعدة 

6- تحطيم القيود 

أ - الاقناع بالوجود هو الخطوة الأولى ، وهو أن يتم إقناع الفرد أو الجماعة او المجتمع أو الأمة بوجود الشيء المراد تحقيقه .. وذلك بتوفير الدلائل والبراهين على وجوديته إذا لم يكن مرئياً أو مسموعا أو مدركاً بأي من الحواس كإمكانية تحقيق ما يُعتَبَر مستحيل التحقيق : مثال ( إمكانية الغوص إلى قاع المحيطات بشكل فردي ولمدة تصل إلى شهر أو شهرين أو قد تمتد إلى سنة دون الخوف من ضغط المياه في الأعماق ودون حمل اسطوانة اوكسجين ثقيلة ) .

ب - الاقناع بالإمكانية وهو الخطوة الثانية ،  وهو أن يتم سرد القصص والأمثلة على من سبق وقاموا بتحقيق منجزات كذلك الأمر المراد تحقيقه ( أقرأ لهم قصص توماس أديسون وفرانكشتاين والفارابي وابن طبر وغيرهم من عباقرة البشر الذين تجاوزوا كل العقبات ووصلوا لأعظم الاكتشافات والإختراعات برغم كل الصعوبات والظروف التي تجعل من تحقيق انجازاتهم أمراً مستحيل .

 مثال :- لماذا لا يكون في مناهج أبنائنا الطلاب حصة في الأسبوع على الأقل يتم فيها استعراض قصص العلماء والمخترعين على مر التاريخ ..؟

ج - الحث والتحفيز ( بالترديد ) الخطوة الثالثة ، وهو أن تجعل الانسان ينظر لهذا الشيء المراد تحقيقه على أنه هدفٌ يجب الوصول إليه .. تعويد الإنسان على تكرار كلمة ( نعم أستطيع ) على نفسه باستمرار ، لأنها تخلق في نفسه طاقات هائلة لفعل المستحيل

د - التشجيع والترغيب ، الخطوة الرابعة لتحقيق الهدف ، قد يواجه الانسان المستهدف لتنفيذ هذا الشيء بعض الصعوبات أثناء محاولاته لتحقيق هذا الهدف لذلك فهو يحتاج إلى جرعات تشجيعية لترفع طاقته الإيمانية في تحقيق هدفه في أعلى مستوياتها فلا يمل أو يحس بالعجز فيتوقف في مرحلة من المراحل . تكرار سماعه لكلمة ( نعم أنت تستطيع ) عند كل عقبة تواجهه ثم يتخطاها بالتشجيع فتصبح العقبات التالية أهون عليه ولا تؤثر على عزيمته في تحقيق هدفه

هـ - توفير العلوم المساعدة ، الخطوة الخامسة ، حث أن الانسان يحتاج إلى العلم والمعرفة والخبرات السابقة لتحقيق الهدف المنشود ، لذا يجب توفير كل العلوم المتوفره في العالم لتكون مراجع تنير له أفكاره حول تحقيق هدفه

و - تحطيم القيود ، الخطوة السادسة وهي الأهم ، حيث يجب تذليل جميع الصعوبات التي قد تعترض الانسان ، كالبيروقراطيات المُصَمَّمة لتكون كوابح تحد من نمو الإبداع وتكبل اليدين فلا تستطيع عمل شيء .. مثال :- ( التراخيص وبيروقراطية قوانين استخراجها ) إذ يجب أن تكون هناك وسائل سريعة لذلك خصوصاً في عصر التكنلوجيا والاتصالات ، فما فائدة الإنترنت والإتصالات السريعة إذا لم تسخر لمثل هذا ..؟

ختاماً : استمتع بالنتائج ودع القيادة لنا

والحمد لله رب العالمين ....


أخوكم في الله 

خالد بن عايض الأسمري

  • الطباعة والحفظ
    Print Friendly and PDF

.

أبواب تدخلك في حُب الله .. وأبواب تخرجك من حُب الله

أكبر خدعة في التاريخ : انتقال الأعور الدجال .. حقيقة أحداث 11 سبتمبر 2001م

الاثنين 28 / 10 / 1440هـ ( يا آكلين الربا .. سيلعنكم أبناؤكم واحفادكم وأبناؤهم إذا ذٌكِر أمامهم هذا النعيم الذي تعيشون فيه اليوم وهم في ضنك عيش وبؤس بسبب ما تفعلونه اليوم من حرب على الله )

قبل أن تغرق بكم السفينة

بصمات أصابع الأعور الدجال على فتنة خاشقجي

رسالة إلى شعب الجزيرة العربية في اتحادكم قوّة ترهب الأعداء ... فلا تتفرقوا