10) سورة الليل الكنز العظيم

تأملات قرآنية - سورة الليل الكنز العظيم

الحمد لله وحده ، حمداً يليق بجلال وجهه المبارك ، وبعظيم سلطانه العظيم .. وصل اللهم وسلم وبارك وزد وأنعم على نبينا ورسولنا الأمين ، محمد بن عبدالله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ... وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى أصحابه الغر الميامين ، وعلى كافة أنبيائك وعلى رسلك أجمعين ... اللهم آمين 
أما بعد
فهذه [ سورة الليل ] .. سورة التوفيق .. سورة العطاء .. سورة الصدقة 

اقسم الله بالليل حين تغشّيه على النهار ، { والليل إذا يغشى } 
واقسم بالنهار حين تجلّيه وظهوره على ظلام الليل ، { والنهار إذا تجلى }
، وهما ضدين ووجهين لشيءٍ واحد ، ( الزمن )

ثم اقسم سبحانه وتعالى بمتضاد خلقه من الأحياء وهما الذكر والأنثى .. { وما خلق الذكر والأنثى }

على ماذا أقسم الله سبحانه وتعالى  ؟
( أقسم على أن لكل انسان منا في الحياة الدنيا سعي خاص به مستقل عن سعي غيره من البشر )   { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } 

جاء جواب القسم أن السعي لقضاء حوائج البشر لـ شتى .. أي كلٌ يسعى لتحقيق هدفه ومنفعته ومصالحه الشخصية ..
وكل واحد منا يجتهد لينجح مسعاه ومجهوده في تحقيق ما يريد
كطالب العلم الذي يجتهد في دراسته لكي ينجح نهاية العام وينال مراتب الشرف
                                            كذلك هو الحال في بقية سعي الإنسان في مطالب الدنيا

ولتحقيق النجاح في أي مسعى لأي أمر من أمور الدنيا أو الآخرة ، يدلنا ربنا ومولانا سبحانه وتعالى على السبيل الأفضل والأسرع والأقوى للنجاح في جميع المساعي والمقاصد ... طالما انها إلى خير وصلاح لك ولمن أنت مسئول عنه
فيقول سبحانه [ فأما من أعطى واتقى * وصدّق بالحسنى * فسنيسره لليسرى ]

هنا ثلاثة شروط للنجاح هي :- 
1- العطاء ( الصدقة بنية التوفيق في المسعى المراد عمله )
2- إلتقوى ( اتقاء الريـاء بعدم اخبار الناس عن صدقتك تلك ، أي يجب أن تكون صدقة مخفية عن كل البشر
3- التصديق ( أي الإيمان إيماناً صادقاً لا شك فيه بأن هذه الصدقة سوف تكون عنوان نجاحك في هذا المسعى تحديداً )

أي أنّ من اعطى صدقةً بنيّة التوفيق ، واتقى أن تكون صدقته تلك رياءً وسمعة ، وأن يؤمن إيماناً صادقاً بأن توفيقه ونجاح مقصده إنما سوف يتيسر له بسبب صدقته هذه التي يتصدقها بنيّة التوفيق في هذا الأمر ، وليس بسبب ذكائه وحسن تصرفه مثلا ً
من أدى هذه الشروط الثلاثة :-
1- التصدق بنيّة التوفيق والتيسير لأمر ما
2- الإتقاء من الرياء فيها
3- الإيمان بحسن مردود التصدق


  عندها سينال الوعد من الله بالتيسير والتوفيق في نجاح مسعاه ، ( ومن أوفى بعهده من الله ..؟ )
[  فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ (7)  ]

والعكس صحيح فمن لم يؤدي هذه الشروط الثلاث:-
1- لم يتصدق بنيّة التوفيق والتيسير لأي امرٍ يريد
2- تصدق بنيّة التوفيق ولكن خالط النيّة رياء وسمعة
3- لم يؤمن إيماناً صادقاً بحسن مردود الصدقة وتأثيرها الحسن في نجاح مقصده وتوفيقه في مسعاه


  عندها يجد التوعد من الله بالتعسير والفشل في مسعاه ذلك ولو بذل كل جهده للنجاح

[  فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ (10) ]


🛎 .. إذاً فإن التوفيق سلعة من سلعِ الله يعرضها عليك ايها الانسان إما أن تشتريها فتنجح نقاصدك ... وإما أن ترفضها وتفشل مقاصدك ... ولك الخيار في ذلك

فإن أنت اشتريتها لتعينك على قضاء حوائجك أصبح التوفيق حليفك .. ونجح مسعاك وكسبت رضاء الله
وإن أنت بخلت واستغنيت عن سلعة الله وكذبت بتأثيرها في مسعاك وحياتك
فشلت وخاب مسعاك وكسبت غضب الله وسخطه


🕋 { وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى } ( أنه لا يبحث عن رضى احدٍ في صدقته )

🕋 { إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى } ( الا رضاء الله سبحانه وتعالى وطلباً لرؤية وجهه الكريم سبحانه في الجنة )

🕋 { ولسوف يرضى } ( سينال شرف رضى الله سبحانه وتعالى عنه في الدنيا بالتيسير والتوفيق ، وسينال شرف رؤية وجه الله سبحانه وتعالى ورضاه عنه في الجنة .. وتلك هي غاية المطالب كلها )

خلاصة القول :
              مُد يدك بالعطاء ، تصدق وتصدق وتصدق بنيّة التوفيق في كل أمر من أمور حياتك وللتيسير في أمور آخرتك ... وتذكر أن أكبر حسرة على الميت يتحسر عليها ، وأعظم اكتشاف يكتشفه الإنسان بعدما يموت هي ( أن الصدقه كانت أعظم وأسرع طريق يوصله للجنة ويحميه من النار ؛ قال تعالى في سورة المنافقون { وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) } يكتشف الميت أن مصيره للنار ويكتشف أن الصدقة كانت ستنجيه وترضي ربه فيدخل بها الجنة رغم كثرة ذنوبه .. فيطلب من ربه أن يعيدة للدنيا لكي يتصدق ...
 - إجعل بينك وبين الله باباً خفياً يدخلك الله منه إلى الجنة فالصدقة باب كل نجاح في مقاصد الدنيا والآخرة

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد ابن عبدالله الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى وصحبه الغر الميامين ، وعلى كافة أنبيائك وعلى رسلك أجمعين  .... آمين

أخوكم في الله
 خالد بن عايض الأسمري 


  • الطباعة والحفظ
    Print Friendly and PDF

.

أبواب تدخلك في حُب الله .. وأبواب تخرجك من حُب الله

أكبر خدعة في التاريخ : انتقال الأعور الدجال .. حقيقة أحداث 11 سبتمبر 2001م

الإيمان طريق النجاح

الاثنين 28 / 10 / 1440هـ ( يا آكلين الربا .. سيلعنكم أبناؤكم واحفادكم وأبناؤهم إذا ذٌكِر أمامهم هذا النعيم الذي تعيشون فيه اليوم وهم في ضنك عيش وبؤس بسبب ما تفعلونه اليوم من حرب على الله )

قبل أن تغرق بكم السفينة

بصمات أصابع الأعور الدجال على فتنة خاشقجي

رسالة إلى شعب الجزيرة العربية في اتحادكم قوّة ترهب الأعداء ... فلا تتفرقوا